top of page
  • الواثق بالله شاكير

قصر الوردة: المتحف العسكري الوطني بمنوبة

بني قصر الوردة في عهد الباي الحسيني حمودة باشا سنة 1798 قرب البرج الكبير بمقر الحدائق الملكية التي يرجع تاريخها إلى القرن الخامس عشر. واختار الباي حينها مدينة منوبة لمناخها الطّيب وطبيعتها الجميلة وقربها من الأراضي الخصبة والبساتين التي كان يلجأ إليها البايات والأمراء الحسينيين للنّزهة والاصطياف. خصّص القصر في بداية القرن التاسع عشر لاستقبال ضيوف الإيالة التونسيّة وإيوائهم. استعمل هذا المكان الملكي بعد ذلك لمهام سيادية وعسكرية وحربية.


ففي عهد أحمد باشا باي (1837-1855) أصبح القصر ثكنة للمدفعية تزامنا مع الإصلاحات التي أحدثت على الجيش والبحرية التّونسية آنذاك. واستعمل منذ سنة 1841 ثكنة للخيالة التي كان قائدها الأوّل سنة 1842 الجنرال خير الدين باشا قبل أن يتم تكليف أمير اللواء أحمد شقيق مصطفى خزندار بفرقة الخيالة. كما استعمل قصر الوردة أيضا لإيواء الضباط الأوربيين الذين كانوا يدرّسون في المدرسة الحربية بباردو أثناء الفترة الأولى التي فتحت فيها أبوابها ( 1840 – 1853 ) وكذلك أثناء الفترة الثانية ( 1859 – 1866 ) التي عقبت غلق المدرسة بسبب مشاركة الجيش التونسي في حرب القرم. واستغلّت القوات الفرنسية القصر كمقرّ لقيادتها إثر دخولها التّراب التّونسيّ في أفريل 1881 وكذلك خلال الحملة العسكرية على تونس ( نوفمبر 1942 – ماي 1943 ) من طرف جيوش المحور في مرحلة أولى ثم في مرحلة ثانية من قبل وحدات من الجيش الفرنسي.


بعيد الاستقلال سنة 1956، أصبح قصر الوردة مقرا لمدرسة ضباط الصف ثم مقرا لقيادة سرية الأشغال والإدارة التابعة لإدارة اللباس والتموين وقد أثرت مختلف الاستعمالات وقلة العناية على الحالة العامة لهذا المعلم الأثري الذي أوشك على التلاشي و الاندثار. ثم أن انفجار مخزن للذخيرة خلال الحملة العسكرية على تونس (نوفمبر 1942 – ماي 1943) أثر بصفة سلبية على حالة القصر.


وانطلاقًا من سنة 1977 شرعت وزارة الدفاع الوطني في ترميم هذا المعلم الأثري و بعد مجهودات كبيرة وأشغال جسيمة استرجع هذا المبنى رونقه الأصلي وأقامت به متحفًا عسكريا وطنيا فتح أبوابه للعموم يوم 24 جوان 1989 بمناسبة الذكرى 33 لانبعاث القوات المسلحة و" تتمثل مهمة المتحف في المحافظة على التراث التاريخي العسكري وعرضه وتنميته لتخليد ذكرى من أستشهد في سبيل الوطن " حسب المكلف بالاستقبال في هذا المقر الزاخر بالأحداث الخالدة والحافظ للذاكرة الوطنية.


الواثق بالله شاكير


 À l'affiche
Derniers articles
Archives
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page