top of page
  • هدير النابلي

رمزي العياري: الصحافة الثقافية بقيت سجينة الرأي و الإخبار

الصحافة الثقافية مرآة تعكس أهم الرؤى والأفكار المطروحة في الساحة الفنية. حيث تسلط الضوء على الزخم والإبداع في الوسط الثقافي باعتباره فضاء للفن والابتكار ونشر قيم جديدة تنهض بصورة المجتمع. فيجد القارئ اليوم في الصحافة الثقافية متنفس للخروج من أزمات السياسة والاقتصاد التي تعمل دائماً على كسر عزيمته. فالصحافة الثقافية تدفع بأحلام متابعها إلى الأمام وتوفر له فضاء يحايث إبداعا يتجدد كل يوم ليتجدد معه أمال شعب أراد النهوض بوطنه فيحبط في كل مرة ...


الصحافة الثقافية في الوقت الراهن تقتصر على مجرد تغطية التظاهرات والأحداث الفنية قصد إعلام المتلقي دون الإبحار به في التحليل والنقاش والذهاب بالحدث إلى سياقاته العميقة ليتنوع المحتوى الثقافي في وسائل الإعلام. يجد بذلك المتقبل نفسه أمام تحاليل ونقاشات تجعل من المضامين الإعلامية نسخ عن بعضها البعض تتغير فيها فقط العناوين. وفي هذا الصدد يقول رمزي العياري خلال لقاء جمعنا به في إطار ورشة الإعلام الثقافي يوم 8 أكتوبر 2018 أن مشكلة الصحافة الثقافية هي عدم وجود محاولات تغير في المحتوى. هذا يرجع إلى الجهل بأسس أو قواعد الكتابة في المجال الثقافي وهو ما يجعل الصحفي يقع في سرد الأخبار والأحداث دون الغوص في أبعادها وتحليلها. إذ ما يهمه هو الإجابة على الأسئلة الخمس المعتادة في الصحافة. هذه الطريقة تجعل القارئ يجد نفسه أمام نفس المحتوى ينتقل من ميديا إلى أخرى ولا شيء يتغير غير العنوان أو اسم الصحفي؛ إذا أخذنا بعين الاعتبار معيار العمق في الصحافة المكتوبة على سبيل المثال.


مركزية الجانب الذاتي الذوقي


بالرغم أن الصحافة الثقافية لا تعدو أن تكون صحافة رأي، إلا أن رمزي العياري ركز على الجانب الذاتي الذوقي الذي يجب على الصحفي إبرازه وعقلنته. الصحافة هي مهنة ليست ككل المهن. حيث أن من يمارس الصحافة لا بد أن يمتلك صفة تميزه وتعبر عن شخصيته لتكون بمثابة الجسر نحو النجاح، هذا الجانب يصبح من المتطلبات إذا كان التخصص في ميدان الفن. وأكد رمزي العياري أن الصحفي الثقافي مطالب يومياً بتنمية فضوله و إطلاعه على خصوصيات ومستجدات الحقل الثقافي المحلي والعالمي.



أهمية الجانب الميداني


الصحافة هي نبض الفعل الثقافي. لذلك على الصحفي أن يكون حاضنا للأنشطة الثقافية ومتمكنا ميدانيا من حيثيات وأدق تفاصيل وتحولات الساحة الثقافية. أشار رمزي العياري تفاعلا مع هذه النقطة إلى أهمية الجانب الميداني و الحضور الميداني لمواكبة فعاليات المهرجانات والأنشطة الثقافية لكي يستطيع الصحفي فيما بعد اختيار الزاوية المناسبة لإنتاج مادة إعلامية مختلفة تحلل و تناقش الأبعاد الأخرى التي لم يقع تسليط الضوء عليها سابقا. فلا يمكن الكتابة على الفن المسرحي مثلا عن بعد كما يفعل العديد من ممتهني الصحافة. وهنا شدد العياري على ضرورة حضور الصحفي لمواكبة العروض لكي يستطيع التقييم بشكل حرفي. فالمسرح خاصة حسب ضيفنا هو من الفنون التي لا يمكن أن تكتب عنها إلى عندما تعيشها و"تحسها" بكل تفاصيلها وترصد المواقف التي تفاعل معها الجمهور.



الدراية بأصول الفن والإبداع


بالنسبة للفنان و للعمل الفني وللجمهور، الصحفي هو العين الناقدة المتجددة والفطنة وليس وسيلة لتمرير الخبر فحسب؛ خاصةً أن مجال النقد وحرية التعبير قد أصبح أوسع بعد الثورة في تونس. فمن المهم الدراية بأصول الأشياء في الموسيقى مثلا من خلال معرفة خصوصيات الآلات المستعملة و المقامات المعزوفة ونوعية الإيقاع و طريقة إنتشار الفرقة على الركح عند العزف و نوعية التوزيع وفي أحيان كثيرة تاريخية الأغنية: قصتها وملحنها وكاتبها. هذه إحدى الجوانب التي وقع التطرق إليها في لقاء دسم مع رمزي العياري، وما لم ينقل كان أعظم...

هدير النابلي



















 À l'affiche
Derniers articles
Archives
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page